نحن في عصر الهجمة فيه شرسة على مفهوم الأديان بصورة عامة وعلى دين الإسلام بصورة أخص؛ إذ أنه الدين الحق الوحيد الآن، وإن هذه الهجمة تتقصد كل مباني الإسلام في أصله العظيم وهو العقيدة والهوية؛ فهي تسعى للتشكيك في أصل الوجود الإلهي وكماله وجميل صفاته وعظيم حكمته، ثم التشكيك في أصل مفهوم الدين والاحتكام لله، ثم التشكيك في أصل النبوات والرسالات وبالأخص شخص النبي الأعظيم -صلى الله عليه وسلم- في حياته وسيرته وسنته وأخباره؛ تارةً يكون الحديث عن الإلحاد وتارةً عن إبعاد الدين عن الفضاء العام (العلمنة)، وتارةً عن قضايا المرأة في الإسلام، وتارةً عن الحدود في التشريع الإسلام … إلخ من الشبهات التي تنتشر هنا وهناك، والتي لو وجدت الشاب المسلم فارغاً قلبه عن العلم الراسخ المؤصل حصل له تأثر بها ولابد؛ فالقلوب ضعيفة والشبه خطّافة!
وإن من نعم الله علينا أن يسر لنا وسائل التعلم الحديثة التي يمكن فيها تلقي العلوم والمعارف والمهارات عن بعد، فكان من البرامج النافعة التي تسعى جهدها في تعزيز اليقين بأصول الإسلام الراسخة بالعلم والحجة الصحيحة مستصحبين بذلك تراث السلف الصالح العقدي مع أدوات ومعارف العصر الحديث من علوم إنسانية خادمة لبيان صحة أصول الإسلام = برنامج صناعة المحاور. والذي يؤسس للدارس فيه اليقين بالأصول التالية:
- أدلة وجود الله وكماله.
- أدلة النبوة.
- أدلة صحة القرآن الكريم.
- ضرورة الدين ومحاسن الإسلام.
ثم يهتم برنامج صناعة المحاور بعد هذا التأسيس برسم منهجية إسلامية خالصة لتلقي المعرفة ومصادر الإسلام وفق منهج أهل السنة والجماعة وهو ما يُعرف في فلسفة العلوم بنظرية المعرفة، حيث يؤسس لك الآتي:
- المعرفة في الإسلام.
- مصادر التلقي الشرعي.
- التسليم لله ورسوله
- مسالك الفهم الشرعية
ثم بعد ذلك يستصحب برنامج صناعة المحاور تعليم الدارسين آلية الحوار والجدل بالتي هي أحسن وما هي أسس الانحراف الفكري المعاصر؟ وما هي أسبابه ومحركاته؟ فمعرفة الداء نصف الدواء، ويكون ذلك عبر محورين وهما:
- بواعث الإنحراف الفكري
- تاريخ الإنحراف الفكري
ثم بعد ذلك يؤسس البرنامج لآلية نقض الانحراف الفكري وكيف يمكن علاجه والرد عليه؟ وما هي المغالطات المنطقية التي تَرِدُ في كثير من الشبهات الفكرية المعاصرة؟ وما التسلسل الصحيح للحوار مع المخالف في أصول الإسلام؟ عبر المحاور الآتية:
- قواعد نقد المخالف
- أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته
- فن المناظرة
- فن الخطابة
- الإلحاد النفسي
بعد هذا التأسيس المتين يبدأ البرنامج في تعليمك تفاصيل أبرز الشبهات الفكرية وخارطتها والرد عليها بإحكام وإتقان وذلك بالمحاور التالية:
- مدخل إلى التعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة.
- الاعتراضات المثارة ضد أصل الإسلام.
- الرد على الشبهات المثارة ضد الأحكام والثوابت الشرعية.
لا أريد أن أتحدث لك بالتفصيل أكثر من هذا عن البرنامج فما عليك إلا أن تدخل منصتهم حتى تعلم أكثر عن آلية البرنامج والالتحاق به ومنهجه الدراسي، ولكن هذه هي فكرته الإجمالية ومسارات التعلم فيه، وقد وفقني الله أن كنتُ أحد الدارسين في الدفعات الأولى للبرنامج وقد نفعني الله به جداً، بل كل معرفتي الفكرية اليسيرة هذه إنما هي حسنة من حسنات هذا البرنامج الذي فتح لي آفاقاً معرفية كثيرة بعده جعلت رؤيتي أكثر رسوخاً في فهم الإسلام والرد على المخالفين له؛ فهو فعلياً من البرامج التي تُحدث نقلات معرفية كبرى في حياة المسلم عموماً وطالب العلم الشرعي خصوصاً.
إذا أردت بداية تشكيل وعي فكري بأسس معرفية سليمة منطلقة من الإسلام فالتحق ببرنامج صناعة المحاور وستجد ضالتك وأكثر.