طوفان الأقصى وأثره على فكر وتصورات المسلم
بقلم: محمد خلف الله
9 ربيع الثاني 1445هـ الموافق 24 أكتوبر 2023م
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فهذه دروس وعبر، وأفكار من النظر، من طوفان الأقصى المبارك الذي قاده المجاهدون في أراضي فلسطين المحتلة من كتائب القسام -قسم الله لهم الخير حيث كان- ضد الكيان الصهيوني الغاصب في 22 ربيع الأول من العام 1445هـ الموافق 7 أكتوبر 2023م. وقد أثّر هذا الطوفان على أمور كثيرة في العالم أجمع، إلا أن تأثيره على الفكر والتصورات وفهم كيف يسير هذا العالم وكيف تكون فيه منافذ التأثير كان من أبرز آثاره، وفي هذا المقال أحاول جاهداً أن أجمع هذه الآثار بما يتسنى لي من عُصارة الفكر ودوام النظر، ومنها:
1-جوهر التأثير في هذا العالم قائم على القوة، ولا شيء إلا القوة، وكل تغيير لا يستصحب معه القوة فهو تغيير خيالي رومانسي حالم لا تحقق له في الواقع. فالكيان الغاصب الذي يسمى اليوم بإسرائيل فرض نفسه منذ الانتداب البريطاني 1917م إلى يوم الناس هذا من لا شيء إلى كل شيء بالقوة وفقط القوة، ليس بنشر الوعي ولا الفكر ولا الدعوة ولا الإرشاد، إنما بالقوة فقط، وفي التنزيل تقرير لسنة التدافع الذي يحفظ الله به الدين على مر التاريخ:” الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ “.
وإن وجود مقاومة عسكرية ضد الباطل -ولو كانت محدودة من حيث الإمكانيات- هو أمر ضروري، حتى لو لم يكن حسم الباطل كاملاً الآن، فهي خطوة تضاف في طريق طويل تقرب من الخلاص، أما الجنوح للحول السياسية المجردة مثل التفاوض والاتفاقيات وغيره فهو تصفية لنفسك وقضيتك، فلولا السلاح ما جلسوا إليك ولا استمعوا لك، وأي عقل هذا الذي يصدق أن ما بنوه بالقوة والتهجير القسري وخاضوا فيه الحروب وسفكوا فيه المجازر وأخرجوه من العدم إلى الوجود = سيتم وهبه لك هكذا هيناً ليناً!
يا أمةً لخصوم ضدها احتكمت * كيف ارتضيتِ خصيماً ظالماً حكما
بالمِدفع استشهدي إن كنت ناطقةً * أو رُمْتِ أن تسمعي من يشتكي الصمما
وبالمظالمِ رُدي عنك مظلمةً * أولا فأحقر ما في الكون مَنْ ظُلِما
سلي الحوادثَ والتأريخَ هل عرفا * حقا ورأياً بغير القوةِ احتُرما
لا تطلُبي من يد الجبار مرحمةً * ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما
محمد مهدي الجواهري
وإن المقاومة الحقة لليهود الغاصبين مبناها ليس قومياً ولا عروبياً ولا طبقياً، إنما مبناها عقدي إسلامي خالص، وقد ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الصراع في الملاحم والفتن والأساس العقدي الإسلامي:”لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون ، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي ، فتعالَ فاقْتلْه . إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ” (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
2-استطاعت الحداثة الغربية بناء هالة عظيمة إعلامية حول نفسها لتسوق لليبرالية وشعاراتها البراقة مثل حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، والحرية،والتنوير،…إلخ، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في واقع الأمر في تحقيق هذه الشعارات الرنانة، وسرعان ما تتكشّف الحُجب عن عورتها عندما تتصدم بمثل هذه الأحداث الكبرى، فتترك شعارات الحرية السياسية وتقف مع احتلال بلد كامل، وتترك حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وتقف مع من يقصف الأطفال الرضّع والنساء الضعفاء، بل وتمده بالسلاح والمال، والدعم الإعلامي بتسخير الإعلام العالمي كله بتصحيح رواياته المكذوبة مثل رواية ذبح الـ40 طفلاً، والدوبلماسي بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتل أبيب وزيارة الرئيس البريطاني محمولاً على طائرة عسكرية فيه سلاح لدعم الكيان المحتل.
3-التمدد اليهودي اليوم بلغ ذروته ومداه، ولعلنا -والعلم عند الله- نعيش في فترة العلو والإفساد الثاني لبني إسرائيل كما قال تعالى:”وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)”
فها هم اليوم في قمة التقدم الاقتصادي، والرفاه المادي، والنفوذ السياسي، وتمدد الحلف الخارجي، وآلة الإعلام العالمي.
ولكن نتذكر أن لحظة سقوطهم وزوالهم تكون مع قمة وذروة هذا الإفساد والعلو، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
4-المعركة الاقتصادية والإعلامية لا تقل شأناً عن المعركة العسكرية، فكلما حصل اشتباك بين المجاهدين واليهود في فلسطين الجريحة نجد كمية من المطاعم العالمية والشركات الكبرى العابرة للقارات وفرق وأندية كرة القدم والمؤثرين من الفنانين العالميين والممثلين والرياضين ،كل هذه الفئات تقف صفاً إلى صف مع اليهود الغاصبين؛ فتغلل اللوبي الصهيوني في الاقتصاد العالمي لا حدود له. وأيضاً نجد الوقفة الصلبة للآلة الإعلامية الغربية في صفهم من قنوات إخبارية كبرى ومنصات عالمية؛ فتغللهم الصهيوني في الإعلام لا حدود له أيضاً والإعلام والحرب النفسية أحد أدوات الصراع:” إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ “. ولكن رغم تدبيرهم فإن الله غالب على أمرهم “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”.
5-الدين لا زال ذا تأثير كبير في الفضاء العام في الحياة الحديثة رغم أطروحات إقصائه كسردية تاريخية اجتماعية، إلا أن عودته من المنفى هي الواقع المشاهد اليوم، وهي ذاتها أطروحات ما بعد الحداثة وما بعد العلمانية. فنحن اليوم نرى دولة دينية مثل إسرائيل أساس الجنسية والحقوق والواجبات فيها كله ديني، وشعارها ديني، وعلمها ديني، وأساس وسبب وجودها ديني، والدعم الأمريكي والغربي لها يقوم على أساس ديني صلب بتحالف المسيحية البروتستانتية مع اليهودية تحت تشكل اللوبي الصهويبي ضد الإسلام تحقيقاً لوعد عودة مسيح هؤلاء وأولئك، وهو ما سمعناه الآن في هذا الطوفان صراحة من وزير الخارجية الأمريكي بلينكن والسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام وغيرهم بأن هذه حرب دينية خالصة،”وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا”، وتفسير الصراع بأنه ديني عقدي في المقام الأول لا ينفي تداخل المصالح الاستراتيجية وصراع البقاء والنفوذ والمصالح المشتركة بين الغرب وإسرائيل وغير ذلك من الأسباب الأخرى.
6-مشكلة فلسطين تمثل أس مشاكل الأمة الإسلامية اليوم، هي ليست قضية خاصة بالفلسطينين أبداً، بل هي قضية جوهرية في فهم الصراع العالمي اليوم، فهي عرض لمرض دب في هذه الأمة من وهن وخور العلمنة والبعد عن الدين والهوية والسيادة والاستقلال بالقرار والتقسيم الأبتر وفقدان الحاضنة السياسية الأم المتمثلة في الخلافة منذ سقوط الخلافة العثمانية في القرن الماضي وبروز دولة المواطنة الحديثة للساحة، والانتقال من الاحتلال الأوروبي-الذي يسمونه استعماراً- المباشر العسكري إلى الاحتلال غير المباشر بوجود حكومات كرتونية منزوعة القرار السياسي مقلّمة الأظافر العسكرية تنفذ ما يُملى لها، وإذا ما عارضت أو تمّردت نزل الاحتلال العسكري مرة أخرى كما رأينا في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها، وتنتشر القواعد الأمريكية العسكرية في ربوع العالم الإسلامي في كل بلد تقريباً.
فلا تحرير لفلسطين قبل تحرير الأمة من هذه القيود المكبّلة التي الآن تستجديها الشعوب لتحرّك ساكناً تجاه النساء والأطفال الذين يُقصفون أمام أعين العالم أجمع فلا تكاد تجد إلا بيانات” نشجب وندين ونستنكر ونُعرب عن قلقنا البالغ إزاء هذا الأمر ونرفض …إلخ” من العبارات الممجوجة المستهلكة.
والتاريخ يخبرنا أن مفاتيح بيت المقدس في العواصم العربية ودول الطوق أولاً كما حدث في فتح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الأول لبيت المقدس، وكما فعل صلاح الدين الأيوبي في الفتح الثاني له، وصدق الصادق المصدوق: “يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها . فقال قائلٌ : ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ” (رواه أبو داود في سننه عن ثوبان).
7- مشاريع التهويد والتطبيع وقيام الشرق الأوسط الجديد تمشي على قدم وساق كما بشر بها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في خريطته التي رفعها في جلسة الأمم المتحدة والتي توضح خريطة إسرائيل في كامل الأراضي الفسطينية المحتلة من البحر إلى النهر بما في ذلك الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة (وهذه هدية للمتصهينة الذين يظنون أن المقاومة السلمية ستمثل الحل للقضية) مع خارطة إسرائيل الكبرى التي تشمل من نهر الفرات إلى نهر النيل كاملاً! فليت شعري هل رأى الساسة والقادة والعلماء هذا الأمر قبل أن يتكالبوا تكالب الذباب على لوثة التطبيع توقيعاً وتبريراً وشرعنةً ؟! أم هم رأوه ثم هم يرضون بذلك أمام الله والتاريخ ؟!
ولكن تبقى الكلمة النبوية الخالدة في الفئة المنصورة في بين المقدس وأكناف بيت المقدس أنهم لا يضرهم خذلان داخلي ولا مخالفة خارجية، وقد قطع طوفان الأقصى الطريق – ولو لمدة – أمام هذا التقارب التاريخي والمخطط الصهيوني الخبيث:”لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” (رواه الطبراني عن أبي أمامة)
8-ظهور المنافقين -كالمتصهينة اليوم- في أوقات الحروب من الأمور المعلومة والمتكررة في السياق التاريخي الإسلامي، لذلك أولى القرآن لهم عناية كبيرة في فضح طرقهم وأساليبهم في التخذيل، والتايخ يعيد نفسه ضربة لازب فقط تتغير الأسماء والمواقف والأزمان، وتبقى التصرفات هي هي لا جديد فيها، فانظر معي سلوكهم وقت الحرب بين الإسلام والكفر (جمعتها من تغريدة لعبدالعزيز الملا):
أ. التثبيط.
ب. تفخيم شأن العدو.
ج. التقليل من الجهود الضخمة.
د. التشكيك بجدوى الجهود المتواضعة.
هـ. الطعن بالنوايا.
و. شق الصف.
ز. تمني ظهور العدو.
ح. قلب الحقائق.
ط. الوقوف على الحياد.
ي. محاولة التوفيق بين الحق والباطل.
ففي مثل هذه الأيام فلنكثر من قراءة سورة آل عمران والتوبة والأنفال ومحمد والمنافقون، ولنقرأ في تفسيرها فهي والله كاشفة مبينة لهذه الوقائع بأوضح عبارة وأسهل إشارة.
هي سور كاشفة لواقع المسلمين بين الذل والعز، واقع الجهاد، واقع المنافقين وتخذيلهم، تخطيط أهل الكفر وكيدهم ومكرهم، والصبر والمصابرة، ورسم طريق النصر.
9-إن الأمانة جدُّ عظيمة على علماء الأمة الذين عهد الله إليهم إبلاغ دينه بلا خوف ولا وجل من سطوة دولة ولا غوغاء عامة، يقولون الحق ولا يبالون، وإن التاريخ الآن يُكتب لأمةٍ أصابها الوهن والذل وتكالبت عليها أمم الكفر من كل حدب وصوب، وأن أحد أدوات إخصاء هذه الأمة هو تغييب علمائها ومصلحيها بالصمت عن الحق والسكوت على الباطل، وتربية وتنشئة الجيل على هذا الانفصام التاريخي الذي لم يشهد الإسلام مثله في غابر الزمان؛ إذ كان ولا زال قِوام هذا الدين كتاب يهدي وسيف ينصر، فكيف تغيب كلمة العالم العامل الرباني في حدث كبير للأمة مثل هذا ؟! أم هي لعنة أهل الكتاب تحل علينا اليوم:”إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ” ؟! بل كيف يستقيم أن يكون هناك اهتمام عظيم بفروعيات العلم ودقائقه وخلافياته ثم يغيب ذلك الاهتمام في القضايا الكبرى للأمة ودمائها وأعراضها وعزتها وكرامتها ؟!
أخيراً شكرا لكم أيها الأبطال المجاهدون في غزة وجزاكم الله خيراً إذ تخوضون -وأنتم ثُلةٌ مستضعفةٌ- معركة نيابةً عن أمة بأجمعها، فقد علَّمتم العالمَ أجمع حقائقَ التصور ودقائقَ الفكر بما لا يشرحه كتاب ولا يحيط به خطاب، وكشفتم جوهره الكاسد، وفضحتم ستاره الزائف، واستخرج الله بجهادكم المبارك عبوديّاتٍ ما كان لنا أن نلتفت إليها من قبل، وصدق الله إذ قال: “ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ”، وإن العالم بعد طوفان الأقصى ليس هو العالم قبله لو كانوا يتفكّرون.
